مفكر قومي عربي وحدودي من بيروت، أسّس وأدار مجلس إدارة دار الندوة منذ 1987 وأسس وترأّس اللقاء اللبناني الوحدوي منذ عام 1992، وشارك في تأسيس المنتدى القومي العربي عام 1992 والمؤتمر القومي الإسلامي عام 1994، كان من أصحاب الآراء البارزة في ما يخص موضوع النقاش والحوار حول المسألة اللبنانية والقومية العربية والديمقراطية، ويعدّ الصلح من بين الصلحيين الذين كانت علاقتهم جيدة مع كل القوى الحاكمة في البلاد، إلا أنه لم يتول أي منصبٍ رسمي، وهو سليل العائلة البيروتية الرفيعة، وقد فضّل أن يبقي على حريته في الموقف كما في الفكر؛ إذ يقول: الفكر لا يقيّد بموقع. آمن الصلح بعروبة لبنان دون تحميله ما لا طاقة له به من اندماجات مصائر وتوجهات، وتعلّم من رجالات العروبة الحقيقين الذين قال عنهم: "قد قارنوا بين بطء حركة تقدمنا وسرعة القوى العاملة على فنائنا فهالهم الفارق، فنهضوا فرساناً ثقافيين وحضاريين يقاتلون بأشخاصهم خطر الزوال الثقافي والحضاري وانطفاء المنارات في العواصم، وسط سبات عميق تعيشه الأمة مع هيئات بلا قضية ومؤسسات من دون روح". وكان الصلح يرى في عبد الناصر عربياً وفؤاد شهاب لبنانياً نموذجين مثاليين لرجال الدولة. خلق منح الصلح من حوله دائرة لا تنحصر وتجمع بين المتفرّق والمتبابين على قاعدته الأساس من حوار ونقاش من موقع المسؤولية الوطنية. أمضى الصلح عمراً من التفكير والكتابة والسجالات والبحث عن مستقبل عربي، واكتفى في ذلك بالرصد والشرح والتفسير. توفي منح الصلح في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2014 وقد نعته الشخصيات السياسية والاجتماعية ودار الندوة وقد قال الرئيس تمام سلام في نعيه: إن لبنان فقد قامة وطنية كبيرة عرفت مبكراً معنى لبنان وأدركت أهمية الصيغة اللبنانية، فتحولت ضميراً وطنياً وصاحب رأي في العمل العام. جنّد نفسه دائماً لتصويب المسار وترجيح كفة الاعتدال ووحدة لبنان وديموقراطيته، وخصوصاً في الأوقات الصعبة حين فقدت الاتجاهات وارتفع صوت التطرف.