أبصر أوغست باخوس النور في بلدة البوشرية في العام 1923 وهو متزوج من ناديا راجي ولهما ثلاثة اولاد ليلى وقيصر وندى.
تربى أوغست باخوس في كنف عائلة عاشت لخدمة الآخرين فوالده كان طبيباً لامعاً ووالدته سيدة فاضلة ربّت اولادها على خطى والدهم.
وكان اباؤه واجداده معروفين في عهد المتصرفية في جبل لبنان اي منذ عام 1861 في اقل تقدير وعاصروا داود باشا المتصرف الاول ومجالس الادارة في الجبل وشاركوا في انتخاب اعضائها كما عرفوا في اكثر من قطاع من قطاعات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
خسر والده وهو شاب وكان لديه اربعة اشقاء وشقيقتين لم ينعم برغد العيش ورأى ان مسؤولية ضخمة ملقاة على منكبيه فعاش هو واخوته في كنف والدتهم، التي كانت تبلغ الرابعة والثلاثين من عمرها عند وفاة زوجها اياماً قاسية لم يعرفوا خلالها حلو العيش.
لكن هذه الحياة القاسية والصعبة صقلت نفسه وجعلته مشغولاً بالدراسة وبالامور الحياتية معاً في عمر المراهقة دون التمتع باللهو والعبث كباقي رفاقه فقد كان وهو الصبي الثاني بين اخوته، بمثابة الاب والأخ معاً لاخوة هم اصغر منه سناً،
كان في مدرسة الفرير في الجميزة وبعد وفاة والده انتقل الى مدرسة الحكمة هو واخوته الصبيان ولم يعرف فرح الفتيان ومسرّات الشباب ونزقه وطيشه كان يسعى وراء من هم أكبر منه سناً بكثير كي يفيد من خبرتهم وتجاربهم.
بعد انهاء دروسه الثانوية في معهد الحكمة العالي انتسب الى معهد الحقوق التابع للآباء اليسوعيين في بيروت ونال شهادة الحقوق بتفوق سنة 1946 وبعدها انتسب الى احد اهم مكاتب المحاماة في لبنان الذي كان يديره النقيب المرحوم الشيخ ادمون كسبار حيث أكمل تدرجه.
في العام 1950 أسس مكتب محاماة ما زال معروفاً باسمه حتى يومنا هذا وانضم اليه كبار المحامين المعروفين في لبنان وقد فتح ابواب مكتبه وبيته على مصاريعها يقضي حاجات الناس ويدافع عن حقوقهم دون منّة وجعل مهنة المحاماة طريقاً للقاء الناس والتعرف على مشاكلهم وعلى ما يحتاجون اليه في بلد لا يصل فيه الانسان دائماً الى غايته اذا سلك الطريق المستقيم.
في العام 1953 انتخب رئيساً لبلدية الجديدة البوشرية السد وفور توليه مهامه قام بالكثير من الاعمال الانمائية ولا سيما انشاء الشوارع الواسعة والساحات العامة التي يستحيل انشائها في زمننا الحاضر بسبب الكثافة السكانية وقد كانت بلدية الجديدة البوشرية السد، مشكورة، وفيّةً لخدماته وقد أطلقت اسمه على احد الشوارع الحيوية والمهمة في بلدته البوشرية.
في العام 1972 انتخب أوغست باخوس نائباً في البرلمان اللبناني عن قضاء المتن الشمالي وترأس لجنة الادارة والعدل منذ العام 1980 وحتى سنة 1996 عند تخليه عن النيابة وهو كان ظاهرة قلما شهدتها الحياة النيابية من قبل حتى قيل عنه انه مهووس باعداد القوانين وتمحيصها كي يتمكن من اعادة ربط المجتمع بمواكبة التطور فأتعب اعضاء اللجنة بكثافة الاجتماعات وأتعب المجلس بكثرة الانجازات حتى ان الرئيس بري لم يتوان عن القول مـــرة " لقد أرهقنا أوغست باخوس من كثرة الانجازات في لجنة الادارة "،
وفي رسالته كنائب تشهد على اخلاصه ووفائه وصدقه المحاضر والجلسات فهو لا يحابي ولا يتزلّف ولا يبحث عن مصلحة ذاتية همه اداء واجبه كممثل لشعبه وقول الحقيقة مهما كلفه التصريح بها.
بعد العام 1996 ترأس لعدة سنوات هيئة تحديث القوانين في المجلس النيابي.
وفي العام 2000 أسس هيئة للتحكيم انضم اليها كبار رجال القانون في لبنان.
تعاطى أوغست باخوس السياسة بموضوعية وتجرد مع التحولات الداخلية التي عاشها لبنان خلال تاريخه المعاصر. كان من مؤسسي الحزب الديموقراطي الذي اعتنق العلمنة والاشتراكية المعتدلة ورفض الطائفية والمذهبية. وشارك في انشاء الكتلة المستقلة وفي تجمع نواب الموارنة المستقلين وفي مؤتمرات محلية واقليمية ودولية ومثّل لبنان في عدة ندوات ومؤتمرات برلمانية وقد كان من بين اعضاء لجنة صياغة المشروع المسيحي للوفاق الوطني ومن المطالبين بحقوق المغتربين اللبنانيين وبانشاء وزارة للمغتربين ومن المشاركين في اعداد وثيقة الوفاق الوطني في الطائف التي انهت الحرب الاهلية اللبنانية. كما ناضل من اجل اللامركزية الادارية وحمل لواءها وحارب الجميع من اجل ارساء قواعدها لتنجو البلاد من مساوىء الازدواجية في الصلاحيات.
أوغست باخوس ذاك الرجل العصامي الذي بنى نفسه بنفسه كان ظاهرة يفاجىء الفجر بالوصول قبله الى النهار وتغيب الشمس من عيونه فيستعين بوميض حبر الحروف للمتابعة. ومن لحظة الوصول الى ان يضيء مصابيح الحروف يبقى العمل عنده عبادة وتبقى العبادة في العمل ليسود العدل بين الناس.
 
المكتب الاعلامي للنائب السابق أوغست باخوس