Individual Memorial
حياة حنا مارون الخوري
Date of death: Thursday, 14 March 2019
Biography & Footprints
البركة الرّسوليّة
تشمل أبناءنا وبناتنا الأعزاء: يوسف وديع خيرالله الفغالي، زوج المرحومة حياة حنا مارون الخوري، واشقاءها وشقيقاتها وعائلاتهم، وسائر ذويهم وأنسبائهم في الوطن والمهجر المحترمين.
آلمتني بالعمق مثلكم وفاة عزيزتكم حياة، التي تغادركم وهي بعد في التاسعة والستين من العمر. ولكم ما يعزّينا جميعاً هو أنها تنتقل الى بيت الآب في السّماء، لتنعم بالمشاهدة السّعيدة التي استحقتها بإيمانها المخلص واتحادها الدائم بالله، وبمسلكها الاجتماعي البارّ المجمّل بالأعمال الصالحة، وبحياتها الزوجية المثالية، وبمشاركتها في آلام الفداء. فإني أشارككم في الأسى والصلاة، راجين لها الراحة الأبدية، ولكم العزاء الإلهي الذي يكفكف دموعكم.
أجل، أتألم معكم لفقدها، وقد عرفتها وعزيزنا المختار يوسف وديع زوجها، مذ كانت تتفانى معه في خدمة عمّه الكاهن الجليل المرحوم الخوري بطرس خيرالله الفغالي، الطيّب والدائم الذكر في خواطر أبناء فغال العزيزة، التي خدمها بالتقوى والدّقّة والتفاني طيلة خمس وستين سنة. كنت ألاحظ في زياراتي الى منزلهما، أثناء خدمتي الراعوية في أبرشية جبيل العزيزة، أيام حياة الخوري بطرس وبعد وفاته، وفي سنوات مختارية العزيز زوجها، جمال حياتهما الزوجية الهادئة، وحرارة الاستقبال، وسخاء الضيافة، وفرح القلب. لا أستطيع أن أتصور باب دارتها مقفلاً، وقد تعوّده الجميع مفتوحاً دائماً، ولا غياب هذا الوجه المضياف المحبّب، وأشعر بألم العزيز زوجها من جرّاء كل هذا. لكن محبته النبيلة المعهودة تعرف كيف تحافظ على استمرارية هذا التقليد، بالرغم من كل شيء.
المرحومة حياة إبنة بيت كريم وأسرة معروفة، بيت المرحوم حنا مارون الخوري. فيه تربت على القيم الروحية والأخلاقية والاجتماعية إلى جانب أشقائها الثلاثة، وشقيقاتها الثلاث، الذين نسجت معهم ومع عائلاتهم أجمل روابط المودة الأخوية. وكنّا نلتقيهم ونشهد لهذه المودّة، في مناسبات مختلفة جمعتنا بهم في دارتها. كما أخلصت المحبة والاحترام لبيت عمّيها وخالتيها.
وهي ابنة الكنيسة، الملتزمة في ممارسة مقتضيات إيمانها والأسرار أيام الآحاد مع القداس اليومي والمشاركة في سائر الاحتفالات الليتورجية، وفي حفظ تعليم الكنيسة، وواجبات أخوية أبناء مريم التي انضمت فيها. وقد تربت على هذا الايمان وهذه الممارسة في مدرستي راهبات القلبين الأقدسين وراهبات الوردية المقدسة في جبيل.
أحبّت مع زوجها صنع الخير لبلدة فغال وأهلها. فكانت تسانده في التعاونية الزراعية التي قدما لها عقاراً حُفر فيه بئر ارتوازي يروي البلدة، وفي الجمعية البيئية، وسائر النشاطات الإنمائية، وفي تعزيز وقف مار ميخائيل والكنيسة الرعائية، بتقديم عقارين بقربها كمساحة لمواقف السيارات.
وتوّجت المرحومة حياة رحلتها على أرضنا بالمشاركة في آلام الفداء. فقبلت بالصبر والرجاء المرض العضال الذي صارعته طيلة سنتين، وهي مستمدة القوة والعزاء من تناولها جسد الرب الذي كانت تنتظره بشوق، حتى أغمضت عينيها عن دنيانا بسلام محاطة بخدمة ومحبة زوجها والاشقّاء والشقيقات والأنسباء، وهي تحقق كلمة بولس الرسول: "إذا شاركنا المسيح في آلامه، نشاركه أيضا في مجده" (روم 8:17).
على هذا الأمل، وإكراما لدفنها، وإعراباً لكم عن عواطفنا الأبوية، نوفد إليكم سيادة أخينا المطران بولس عبد الساتر معاوننا ونائبنا البطريركي السّامي الاحترام، ليرئس باسمنا حفلة الصلاة لراحة نفسها وينقل إليكم جميعا تعازينا الحارة.
تقبّل الله بوافر رحمته نفسها النقيّة، وسكب على قلوبكم بلسم العزاء.
عن كرسيّنا في بكركي، في السادس عشر من شهر آذار سنة 2019.