Individual Memorial
عادل عبدالله عسيران
Date of death: Thursday, 18 June 1998
Biography & Footprints
ولد في صيدا بتاريخ 5 حزيران عام 1905، والده عبد الله علي أفندي عسيران، والدته زهرة الحاج حسن عسيران، تأهل من سعاد الحاج اسماعيل الخليل عام 1936 ورزقا سبعة أولاد هم: المرحوم عبد الله، النائب علي، وزهرة، عفاف، سامية، زينة، وليلى.
تلقى علومه الاولى في مدرسة الفرير في صيدا، وفي المدرسة الإعدادية في بيروت التي عُرفت في ما بعد “بالانترناشونال كولدج”، ثم تابع تحصيله العلمي في الكلية السورية الإنجيلية، التي عُرفت في ما بعد بالجامعة الاميركية في بيروت ونال منها شهادة الليسانس في العلوم السياسية والتاريخ عام 1928، تابع تحصيله العلمي بعد فترة من العمل السياسي، ونال شهادة الماجستير في العلوم السياسية والتاريخ عام 1938.
عادل عسيران، سياسي كبير ، شديد المراس، صلب العقيدة، يذخر صدره بوطنية صادقة، ويحمل إلى جانب وجاهته ثقافة واسعة، ومدارك جليلة، وإطلاع شامل، جمع في شخصه العلم والادب والنزاهة والوطنية والتضحية، كانت حياته زاخرة بالمواقف الوطنية والقومية، بدأ نشاطه السياسي مبكراً فأخذ على عاتقه مواجهة تحديات كبرى أهمها مواجهة الانتداب الفرنسي، ومواجهة واقع الجهل المرير، فأخذ يبعث في نفوس الشباب روح التمرد والعنفوان والثقة بالنفس، مما اثار في أوساطهم حركة دائمة تنزع نحو الحرية والتحرر من التقاليد البالية والتخلص من أساليب الجهل ومواجهة الواقع بالحزم والإنكباب على تحصيل العلم والإلتحاق بالمدارس لتحصيل العلم والمعرفة. كان مؤمناً إيماناً كبيراً بأن الإدارة الحكومية المثالية يجب ان تتجلى فيها الكفاءة والنزاهة ويجب ان يطبّق فيها القانون تطبيقاً صحيحاً وأن يتم تجنيب المحسوبيات والمداخلات.
منذ بداية حياته السياسية، وخلال الانتداب وبعده، تميّز بإحساسه الكبير بالواجب الوطني، واندفاعه للخدمة العامة، كان مؤمناً بالوحدة الوطنية اللبنانية الداخلية، ومناصراً لقضية الوحدة العربية الأوسع،كما انه كان من الدعاة لإقامة افضل العلاقات المميزة مع سوريا. ولم يخفي حماسه للقضايا الوطنية العربية الكبرى، وخاصة قضية فلسطين التي شغلت حيزاً كبيراً من وجدانه.
عاش عادل عسيران حياته كلها بعيداً عن الطائفية والمذهبية، بل واجه المذهبيين والطائفيين في العديد من المواقع.
آمن عادل عسيران بالوحدة الوطنية وبالعيش المشترك بين أبناء الشعب الواحد، كما آمن بالمقاومة وأصرّ على ضرورة دعمها بكل الوسائل،كونها السبيل الوحيد لتحرير الاراضي اللبنانية والعربية من نير الاحتلال الصهيوني الغاشم.
1929 نضاله الوطني والقومي
التزاماً منه بالانتماء الوطني والقومي انخرط عادل عسيران في النضال ضد الاستعمار الفرنسي في سبيل تحقيق الاستقلال الوطني الذي ظفر به لبنان وكان عادل عسيران أحد أبرز الوجوه الاستقلالية، وأستحق بالتالي لقب أحد كبار صانعي استقلال لبنان، وعلى هذا المستوى من صدق الايمان ونقاوة الإخلاص في انتمائه الوطني، كان انتماؤه القومي، فالعروبة في نظره هي صفة جوهرية ثابتة لهوية لبنان لا تحتاج لتبرير ولا لتحليل، وإنطلاقاً من هذا الايمان القومي إنخرط في النضال لمكافحة المشروع الصهيوني على أرض فلسطين العربية.
مواجهته لسلطات الانتداب الفرنسي
عام 1928 : بدأ نضاله السياسي بالتعاون مع أهالي وفعاليات ومخاتير قرى الجنوب لمطالبة الفرنسيين بإلغاء الضريبة التي فرضت على الأراضي الزراعية، وغيرها من المطالب العادلة لتخفيف نير الانتداب الفرنسي.
عام 1936 : انتفاضة بنت جبيل
شهدت سنة 1936 تصاعد التحركات الشعبية ضد الانتداب الفرنسي في لبنان ، وضد الانتداب البريطاني في فلسطين. فقد انطلقت انتفاضة شعبية من بلدة بنت جبيل الجنوبية وأيدتها مختلف المدن الجنوبية وخاصة مدينة صيدا، وذلك حين عمدت السلطات الفرنسية إلى تمديد مدة امتياز شركة التبغ والتنباك الفرنسية، الأمر الذي رفضته الحركة الوطنية في جبل عامل وصيدا وقاومته، منظمةً الإضرابات والتظاهرات الدموية التي سقط فيها عددً كبير من الشهداء كان أولهم الشهيد مصطفى العشي في بنت جبيل، وكان لا يزال عريساً في مقتبل الشباب، فازدادت النار اشتعالاً، وأعتقل عدد كبير من المواطنين وتم سوقهم إلى سجن الرمل في بيروت وعم السخط الشعبي الجنوب وتوالت المسيرات التي كانت تطالب بالإفراج عن المساجين، كما نظم وجهاء بنت جبيل وكانوا يعرفون بأنصار الوحدة السورية مظاهرات طالبت بإلغاء الاحتكار إلى جانب إصرارها على طلب الوحدة السورية.
1936 اعتقال عادل عسيران ومؤتمر الساحل
لمناسبة أسبوع شهداء بنت جبيل أقيم مهرجان تأبيني في النبطية تحدث فيه الرئيس عادل عسيران حيث هاجم الانتداب الفرنسي وأعلن تأييده لقضية مزارعي التبغ ولانتفاضة بنت جبيل فأقدمت السلطات الفرنسية على اعتقاله مع عدد من الشباب ، وتشير جريدة النهار بتاريخ 16 نيسان 1936 بالقول :” ما كاد خبر اعتقال عادل عسيران، ينتشر، حتى اهتاجت الخواطر من جديد وقرر الأهلون الاضراب اضراباً شاملاً، وعمت المظاهرات والاضرابات كل المناطق العاملية من جديد وخاصة في صيدا والنبطية وصور وبنت جبيل” ،وأقفلت المتاجر وتوقف المزارعون عن العمل، وأجتمع أبناء القرى بالألوف في النبطية، حيث طيّرت البرقيات للمقامات الرسمية احتجاجاً على اعتقال عادل عسيران ورفاقه أنيس ايراني وسليم أبو جمرة وغيرهما، كذلك أرسلت البرقيات المستنكرة من صور وبلدات زوطر الشرقية والغربية ومن أهالي بريقع ومن الحمرا ويحمر وغيرها من القرى الجنوبية، ومن العباسية وردت البرقية التالية:” نحن أهالي العباسية، نحتج على اعتقال الزعيم عادل بك عسيران، نطلب الافراج عنه”. عنهم: سعيد العجمي، سعيد عبد الله فردون، ديب فواز وآخرون.
كما بعث مواطنون باسم لبنان الجنوبي ببرقية إلى المندوب السامي الفرنسي يستنكرون القمع الذي تعرض له فلاحو بنت جبيل، واعتقال عادل عسيران لأنه أراد إيصال صوت الشعب إلى الحكومة، والموقعون عليها:” أحمد ظاهر، لويس الحاج، عبد اللطيف حمادي وآخرون. وفي بيروت وقّع الشباب الوطني برقية أرسلوها إلى وكيل المفوض السامي في بيروت، ووزارة الخارجية، وعصبة الأمم يحتج فيها على موقف السلطة من حوادث الجنوب، وقد بلغ عدد التواقيع على البرقية فوق المئة.
كما أرسلت بنت جبيل عبر شبيبتها الوطنية برقية احتجاج على اعتقال عادل عسيران ورفاقه جاء فيها:” نحن الموقعين عن شبيبة بنت جبيل، نحتج على اعتقال الشباب، نطالب بدمائنا البريئة، ومعتقلينا، نرجو وضع حدّ للارهاق والاعتقال”. التواقيع: عبد اللطيف بيضون، عبد الله بزي، خليل عبد الله شرارة، حسن محمد شرارة، أحمد علي أحمد، محمد حسم مصطفى. وكان للنساء دور أيضاً في إيصال أصوات الاحتجاج على ما حدث، فقد وردت برقيات عن نساء بنت جبيل استنكاراً على اعتقال عادل عسيران ورفاقه بتوقيع كل من :” خديجة محمود، سكنة عقيل شامي، خديجة محمد مصطفى، فطمة موسى بزي، وخديجة حسين عجمي”.
وصلت أخبار الاعتقالات إلى الكتلة الوطنية في سوريا، فأرسلت بدورها الاحتجاجات للسلطات الفرنسية، كما رفعت صوتها للوفد السوري المفاوض في باريس، وحملت صحافة بيروت على المسببين لهذه الشدّة، وطالبت معاقبة المسؤولين عنها.
وأما في صيدا مسقط رأس الرئيس عادل عسيران، فلقد أضربت المدينة إضراباً تاماً، وزحفت إليها الوفود من جميع أنحاء البلاد، حتى ضاقت المدينة عن إيوائها، وفي صباح اليوم التالي بدأت آلاف الجماهير تحتشد قرب منزل النائب نجيب بك عسيران، وفي السادسة والنصف سارت الجماهير في مظاهرة ضخمة تتألف من خمسة عشر ألف شخص على الأقل يتقدمها الشباب والوجوه، وكانت مئات السيدات يسرن بين المتظاهرين ويزغردن ويهتفن، وقد اجتازت المظاهرة التربة (الجبانة) الخارجية، واتجهت نحو منْزل عادل عسيران، وهي تَهتف له هتافاً يشق عنان السماء، وعلى الأثر تقدم أحد الوجهاء، وألقى كلمة بلسان والدة الزعيم، شكرت فيها حماسة الجماهير، وأعربت عن استعدادها للتضحية في سبيل الواجب الوطني، ثم حثت على الهدوء والسكينة، واخترقت المظاهرة الشوارع المحيط بالبلدة، ثم دخلتها من الناحية الشمالية واتجهت نحو السراي وهناك اشتدت الحماسة. ثم جابت المظاهرات المدينة، وأقفلت المحلات أبوابَها، وطيّر المواطنون برقيات الاحتجاج، ومنها البرقية التالية: “الجنوب الممثل بوجهائه وزعمائه وشبانه في صيدا، يحتج بحرارة على اعتقال عادل عسيران ورفقائه، الجنوب بأسره يغلي من جراء الضغط على حرية الأفكار، نطلب الإفراج عن المعتقلين الأحرار”.
وتحت تأثير الضغط الشعبي المتزايد، ونتيجة للمظاهرات والاضرابات التي عمت مختلف أنحاء الجبل العاملي، أضطرت السلطة أن تطلق سراح الرئيس عادل عسيران ورفاقه بعد أعتقالهم في سجن الرمل في بيروت لمدة تسعة أيام متواصلة، وقد أستقبل الرئيس عادل عسيران والمعتقلون المفرج عنهم استقبال الابطال.
كما تم الافراج عن مساجين بنت جبيل بعد شهر من اعتقالهم، واستقبلوا عند عودتهم إلى بنت جبيل استقبالاً عظيماً، وبحفاوة شعبية كبيرة في كل الامكنة التي مروا بها من صيدا إلى الغازية، إلى القاسمية فصور فبنت جبيل.
ولقد كان لانتفاضة بنت جبيل الأثر الكبير في تركيز زعامة عادل عسيران، خاصة أنه كان في الصف الوطني، ولا شك أن أعتقاله، وما تلا ذلك من مظاهرات واضرابات واحتجاجات ، شكل الدعامة الرئيسية له في اعتلائه سدّة المجد.
شارك عام 1936 في مؤتمر الساحل والأقضية الاربعة الذي انعقد في منزل سليم علي سلام في بيروت بتاريخ 10 آذار 1936 وحضره مندوبون عن المناطق اللبنانية الساحلية والأقضية الاربعة التي أُلحقت قسراً بلبنان، وقد طالب المؤتمر وبقوة بضرورة تحقيق الوحدة السورية وأعد المؤتمر مذكرة لرفعها إلى المفوض السامي الكونت دي مارتيل، ولكن عادل عسيران وكاظم الصلح وشفيق لطفي أعترضوا على مقرارات المؤتمر، اذ كان هدفهم تحقيق وحدة عربية شاملة، لا وحدة سورية محدودة تشمل سوريا ولبنان.
عام 1936: أسس حزب الشباب العربي وكانت أهداف هذا الحزب جمع الشباب تحت لواء اعتماد العلم الحديث، وبثّ روح الخدمة العامة، وتثبيت الوحدة الوطنية، ومناصرة قضايا الأمة العربية.
عام 1939: قامت السلطات الفرنسية بسلخ لواء الاسكندرون عن سوريا وأعطي لتركيا في 23 حزيران 1939، وكان لهذا الامر ردة فعل قوية في لبنان عامة وفي الجنوب خاصة، حيث شهد جبل عامل تظاهرات قوية ساهم عادل عسيران في تحريكها، كما أرسلت برقيات احتجاج من كافة أنحاء جبل عامل، وقد نشرت جريدة البيرق آنذاك نص البرقية الموجهة من جبل عامل إلى المفوض السامي تحت عنوان : “ الاحتجاج على تتريك لواء الإسكندرون ” وقد وقعّها كل من :” عادل عسيران، أحمد عارف الزين، محمد الحر، محسن شرارة، محمد حسين الزين، عبد الكريم شرارة، زين الدين نعماني، أحمد اسماعيل القطب، علي مصباح البزري، وعبد الغني الزين”.
1943 معركة الاستقلال الوطني
في 8 تشرين الثاني 1943، عقد المجلس النيابي جلسة لتعديَّل الدستور وإلغاء الانتداب، فناقش النواب مشروع التعديل بَنداً بنداً، وأقروه بالإجماع، ولم يتركوه إلا وقد حرروه من قيود الانتداب. وتناول التعديل تسع مواد هي: (1-11-52-90-91-91-94-95-102)، وقضت التعديلات بإلغاء المواد المتعلقة بالانتداب وعصبة الأمم وجعل العربية لغة رسمية للبلاد. ” وفي تلك اللحظة هب واقفاً كل من في القاعة هبة آلية وارتجت أركانُها وجدرانُها بالهتاف والتصفيق ارتجاجاً” . وعلى الفور وقّع رئيس الجمهورية مشروع التعديل ونُشر في الجريدة الرسمية في اليوم التالي ليصبح نافذاً قبل أن يتسنى للمندوب السامي الفرنسي «هيللو» أن يبدي أي اعتراض. فنشبت الأزمة بين الحكومة والسلطات الفرنسية، وقرر «هيللو» – وتحت ضغط كبير من أركانه- الذين عرفوا بعدائهم العلني والمرير لبريطانيا أن يلجأ إلى خطوات حاسمة. فأقدم الفرنسيون على حل المجلس النيابي وأوقفوا العمل بالدستور. كما أسند «هيللو» السلطة التنفيذية إلى أميل إده، على أن يشكل حكومة تكون مسؤولة أمام المندوب السامي الفرنسي.
وفجر 11 تشرين الثاني 1943 قامت السلطات الفرنسية بإعتقال رئيس الجمهورية بشارة الخوري، رئيس مجلس الوزراء رياض الصلح، والوزراء كميل شمعون، سليم تقلا، ورشيد كرامي، ولم يكن لدى رجال الأمن العام الفرنسي معلومات كافية عن مقر إقامة وزير التموين عادل عسيران، فسألوا عنه في منزل آل بيضون ثم توجهوا إلى منزله في عاليه حيث تمكنوا أخيراً من أعتقاله بعد تطويق منزله، ثم نقل إلى سجن قلعة راشيا في البقاع مع اركان الدولة، في حين نجا من الإعتقال كل من الوزراء مجيد أرسلان، صبري حمادة وحبيب أبو شهلا لعدم تواجدهم في بيوتهم في تلك الليلة.
عندما تأكد أمر اعتقال الرسميين اللبنانيين، أمَّ القادةُ السياسيون والدينيون منازلَهم، يتقدمهم مفتي الجمهورية اللبنانية والمطران مبارك استنكاراً لما حدث، ولإظهار تضامنهم مع عائلاتِهم.
وعلى الاثر، شكل كل من الأمير مجيد ارسلان وصبري حمادة وحبيب أبو شهلا “حكومة لبنان الحر” يترأسها حبيب أبو شهلا، كان مقر هذه الحكومة في بشامون، وجمّع الأمير مجيد من حوله العديد من الرجال وتم تسليحهم لمواجهة القوات الفرنسية. كما عمت أعمال الشغب والإضطرابات جميع أنحاء البلاد، وشلت الحركة في الإدارات الرسمية، وطافت في المدن اللبنانية الكبرى بيروت، طرابلس، النبطية مظاهرات تطالب بالإفراج عن المعتقلين في راشيا، وأُحرقت الدواليب لتحول وحرية تحرك الآليات الفرنسية لقمع التظاهرات.
ولأول مرة يلتقي معظم اللبنانيين على طلب الاستقلال والسيادة لوطنهم. واستطاع عدد من النواب اختراق الإجراءات العسكرية حول البرلمان، حيث عقدوا اجتماعاً تقرر على أثره رفع مذكرة إلى ممثلي الدول الأجنبية والعربية المعتمدة في لبنان، جاء فيها: ” منح الثقة بالإجماع لحكومة بشامون والموافقة على جميع التدابير التي اتخذتْها… الاحتجاج على الاعتداء الفرنسي الغاشم على السلطة الشرعية اللبنانية… عدم الاعتراف برئيس جمهورية مفروض بقوة السلاح و ضد إرادة الأمة”.
وبلغت ذروة التصدي للإجراءات الفرنسية ما انبثق عن المؤتمر الوطني الذي انعقد في 12 تشرين الثاني 1943، وشاركت فيه مختلف الاتجاهات السياسية، حيث توصل المجتمعون إلى دعم استقلال لبنان وشرعية حكومة رياض الصلح، وشُكلت لجان تَهتم بالقضايا المالية والدعاية والإعلام لحين عودة السلطة الشرعية اللبنانية, كما اتُّخذت المبادرة بإصدار جريدة استفهام (؟) لتكون صلة الوصل بين أنصار الشرعية والمواطنين.
وأما في مدينة صيدا مسقط رأس الرئيس عادل عسيران ومنذ انتشار خبر اعتقاله أضربت المدينة وخرجت التظاهرات الشعبية , كما خرجت فتيات صيدا بمظاهرة وهن يهتفن “نريد عادل، نريد بشارة، نريد الصلح”، فلما تخطين المعسكر الفرنسي وأصبحن على مقربة من دار الحكومة، أطلق الرصاص عليهن وقد نقلت الجريحات إلى معسكر الجيش البريطاني في عين الحلوة على مقربة من صيدا. وبعدها خرجت مدارس المقاصد بطلابِها وطالباتِها ثائرة، مطالبة بالاستقلال التام وبالإفراج عن أبطال هذا الاستقلال. واستشهد عدد من الطلاب والطالبات.
وفي الخامس عشر من تشرين الثاني 1943، انطلقت أكبر تظاهرة عرفتها صيدا من بوابة الشاكرية، تضم الألوف من الأهالي والطلاب والطالبات الذين قصدوا مركز القيادة البريطانية في منْزل المرحوم مصطفى النقيب الكائن في محلة القملة. ولما وصل المتظاهرون إلى مقابل سراي الحكومة- مركز المندوب الفرنسي- التقوا بفرق القناصة التي كانت متمركزة حول السراي ببنادقها ورشاشاتِها، وأمامها تقف ثلاث مصفحات حربية، وكان عدد من وجهاء المدينة يخرجون من دار الحكومة إثر مقابلتهم المندوب الفرنسي الذي أبلغهم أن الجيش الفرنسي سيقمع بالقوة كل تظاهرة تمر أمام السراي، ولكن الأهالي وقد استبدت بِهم الحماسة الوطنية، لم يأبَهوا لوعيد المندوب الفرنسي بل تابعوا السير متخطين الإنذار، ومطالبين بالإفراج عن زعمائهم المعتقلين، ولكن الضابط الفرنسي بادرهم بإطلاق الرصاص من مسدسه، وكانت طلقته إشارة لجنوده بفتح النار على المتظاهرين العزل من السلاح، وانْهمر الرصاص بغزارة على الأهلين، وسقط من جراء ذلك ثلاثة وأربعون متظاهراً ومتظاهرة بين قتيل وجريح، فتراجع المتظاهرون قليلاً وحاول البعض التقدم من الجرحى والقتلى لنقلهم إلى المستشفيات ولكن الجيش تابع إطلاق الرصاص عليهم، وانقضى على الحادث ساعة ونصف الساعة، نزفت خلالها دماء الجرحى، فاستشهد كل من الشهداء سعيد البزري وثروت صباغ، وشفيقة أرقدان. أما الجرحى الذين كان الموت على قاب قوسين أو أدنى منهم وتمكنت العناية الألهية من إنقاذهم، فهم الطلاب بشير الشريف وفاروق اليمن وعفيف الجردلي، والطالبات حكمت الصباغ وأوفى زنتوت وآمنة دالي بلطة ووفيقة الهبش ونَهلة سنجر. وفي اليوم التالي شيعت صيدا شهدائها باحتفال صامت مهيب.
وقد أوردت جريدة استفهام المعارضة للانتداب تقريراً من مراسلها في صيدا، ومما جاء فيه:
” توفي ثلاثة من جرحى المعارك في صيدا بين اللبنانيين والإفرنسيين، وخرجت صيدا تشيع القافلة الجديدة من شهدائها، وحملت ثلاثة نعوش على أكفها، وسارت الألوف تتقدمها النساء مزغردة والشباب منشدين النشيد الوطني اللبناني وأناشيد البطولة والاستشهاد، فكانت حفلة عرس وطني لم تشهد قاعدة الجنوب مثيلاً له على طول جهادها في سبيل الاستقلال والحرية”.
في 21 تشرين الثاني 1943، ونتيجة للإضراب المفتوح، والمواجهة المسلحة وتدخل الدول العربية والأجنبية، تم الإفراج عن المعتقلين السياسيين، الذين نقلوا الى بشامون، حيث شكروا الشعب اللبناني على تضحياته ومواقفه الوطنية،وأنشدوا النشيد الوطني اللبناني أمام العلم اللبناني الذي قبلوه.
وكغيرها من المدن والمناطق اللبنانية، ما إن وصلت أخبار الإفراج عن قادة الوطن ورجالات الاستقلال إلى صيدا، حتى خرج الصيداوبون إلى الساحات والشوارع يَهتفون ويُهللون لهذا الحدث الوطني الكبير.
وفي إطار احتفالات الاستقلال، أوردت جريدة الديار خبراً تحت عنوان «صيدا وطرابلس تستقبلان عسيران وكرامي».. جاء فيه: ” كان يوم الأربعاء في صيدا وطرابلس يوماً مشهوداً في الجنوب والشمال، إذ احتشد الجنوب من الصباح الباكر لاستقبال معالي وزير التموين عادل بك عسيران، وزحفت الجماهير عند ضاحية المدينة واستقبلته استقبال الفاتحين، وقد ألقيت الكلمات الحماسية، وعرج على قبور شهداء صيدا الذين قتلوا دفاعاً عن الاستقلال معاهداً إياهم على المضيِّ في تحقيق المثل الأعلى الذي استشهدوا في سبيله”. Adel Osseiran was a prominent Lebanese politician and statesman, a former Speaker of the Lebanese Parliament, and one of the founding fathers of the Lebanese Republic.
Adel Osseiran played a significant role at various points in the history of modern Lebanon, such as the struggle for independence (1943), the mini-civil war of 1958, and the Lausanne Conference for Peace(1984).
Background and family life
Born on June 5, 1905 to Abdallah Ali Effendi Osseiran and Zahra Al Hajj Hassan Osseiran, Adel was his parents' only son, followed by three sisters. His father died of the Typhus plague in 1917 when Adel was 12 years old, and he was raised by his uncle Rashid Osseiran who effectively made him head of his immediate family after him.
The Osseirans are a prominent family of notables based in Sidon and the Jabal Amel region of Lebanon.
Adel Osseiran received his early education at the French Orthodox Elementary School (Les Freres) in Sidon, and completed his secondary education at the International College (IC) in Beirut. He then pursued his higher studies at the American University of Beirut, graduating with a degree in History and Politics in 1928.[1] He returned to his alma mater to do an MA in Political Science, graduating in 1936. During the interval, he had also begun a law degree at the Universite Saint Joseph (USJ) but did not complete it. A powerful orator in Classical Arabic, he was also fluent in English and French.
In 1936 he married Souad Al Hajj Ismail Al-Khalil, by whom he had seven children: the late Abdallah, the MP Ali, and five daughters: Zhour, Afaf, Samia, Zeina, and Leila. His daughter Leila married Iraqi politician Ahmed Chalabi in 1971, they have four children.[2]
Souad Al Khalil Osseiran was an educated woman by the standards of her time, and was also a part time painter. The marriage was a love match.
Political career
Adel Osseiran began his political career in 1928 when, alongside various dignitaries from Southern Lebanon (Jabal Amil), he began to campaign for the abolition of the tax that the French mandatory authorities were levying on agricultural land, particularly on tobacco farmers. After being arrested for making a fiery speech, he was taken to court and assigned a lawyer. However, he rejected all manner of legal counsel and undertook his own defense, turning it into a vigorous and spirited attack on the wrongdoings of the French mandatory authorities, as he saw them.
In the same year, he founded the Arab Youth Party which called for the unity of Lebanon's youth under the banner of modern education, civic service, and the strengthening of national unity. The party, however, eventually became non-operational due to lack of funding and other reasons.
In 1937 Adel Osseiran ran for the Lebanese parliament for the first time, and was the first candidate in the history of Lebanon to have a proper campaign platform. He was, however, opposed by the French and their allies, and lost the election.
In 1943 Osseiran was elected to the Lebanese parliament for the first time, a victory that proved to be the beginning of a long parliamentary career that ended only with his retirement from politics in 1992. He won every election after that with the exception of two (1951 and 1964).
Until 2004 he held the record for the longest serving Member of Parliament in Lebanon's history.
1943 was a landmark year in the history of modern Lebanon. The new President Bechara al Khoury, PM Riad as Solh, along with the rest of the Cabinet of which Adel Osseiran was a member, proceeded to abolish the articles of the constitution that tied Lebanon to the French Mandate. Upon their doing so the French High Commissioner had the President, the Prime Minister, and the Cabinet members arrested and imprisoned in the Citadel of Rashaya. After the public outcry that occurred, with protests taking place all over the country, in addition to Anglo-American support, the French were compelled to release the cabinet members and recognize the independence of Lebanon.
Adel Osseiran was the first person to hoist the new Lebanese flag over the town hall of Sidon.
Milestones
• In 1947 he was chosen to mediate a dispute between the Iranian and Saudi Arabian governments over the issue of Iranian pilgrims traveling to Mecca, thus restoring diplomatic relations between the two countries.
• In the same year he was chosen by the Lebanese government to be part of the delegation that traveled to New York to vote against the UN Partition of Palestine.
• In 1952 he took part in the Deir el Qamar conference, a gathering of Lebanese politicians that came together in opposition to the regime of President Bechara el Khoury, and which eventually led to the latter's downfall. In September 1952, Camille Chamoun was elected President of Lebanon, and the following year Adel Osseiran was elected speaker of Parliament, with Ghassan Tueni as Deputy Speaker.
• In 1983 he participated in the Geneva Conference for Peace and Reconciliation in Lebanon.
• In 1984 he participated at the Lausanne Conference for Peace, where he called for secularism, the complete abolition of the confessional (sectarian) system in politics once and for all, and a general revamping of Lebanon's political system. He also shocked the political establishment by calling for "armed resistance" to the Israeli occupation of Southern Lebanon.
• In 1989 he participated in the Tunisia conference convened by the Six Nation Arab State Commission for Peace in Lebanon.
• His last major political contribution came in 1989, when he participated in the Ta'ef Conference for National Dialogue in Saudi Arabia. The accord that resulted from this conference helped to end the Lebanese Civil War.
Speaker of the Lebanese Parliament
Adel Osseiran was voted speaker of the Lebanese Parliament on August 13, 1953, and held that post until October 15, 1959. During the mini-Civil War of 1958 he played a significant role in ending the riots and disturbances and securing the election of General Fouad Chehab as President of the Republic. He did so by calling Parliament into session to elect the new president, despite pressure not to do so from then President Camille Chamoun.
Earlier on, he had angered President Chamoun by vocally opposing the landing of the US Marines in Lebanon, and lodging a formal protest on the subject with the UN Secretary General in New York as well as with US President Dwight Eisenhower in Washington, DC.
Despite his early support for Fouad Chehab, Adel Osseiran later grew distant from the president and eventually joined the ranks of the opposition, mainly due to Chehab's suppression of civil liberties and his fostering of a de facto police state.
Minister in the Lebanese Government
Adel Osseiran held several cabinet portfolios in the course of his political career.
He was Minister of Provisions, Commerce and the Economy between 1943 and 1945. He was Minister of the Interior in the Government of Prime Minister Rashid Karami from November 1968 to September 1969.
He was Minister of Justice in the period 1969-1970 and returned as minister of Justice in the government of Rashid el Solh in October 1974 in which capacity he remained until May 15, 1975, by which time the Civil War had broken out.
He held the Ministries of Justice, Commerce and Public Works in Rashid Karami's six-man cabinet from 30 June 1975 until 9 December 1976 and after the amendment of 16 July 1976 he returned as Minister of Justice, Education, Tourism and Urban Planning.
He was also Minister of both Defense and Agriculture in the Cabinet of PM Rashid Karami, which lasted from 1984 until 1989 (from 1987 under PM Selim Al Huss following Karami's assassination).
Throughout his long ministerial career, Adel Osseiran was reputed to have refrained from engaging in corruption, nepotism, or any related activities, something that is considered to be a rare attribute among Lebanese politicians.
Legacy
Throughout his long political career, Adel Osseiran was celebrated for being an independent thinker with brave and visionary ideas as well as sharp political acumen. He was also, throughout much of his life, a radical modernizer. Standing for election as an MP in 1937, he was the first candidate in Lebanon's history to have a campaign platform based on issues rather than traditional or emotional slogans.
He was, throughout his life, a firm believer in the value of education, seeing it as the way up the ladder for his underprivileged constituency in Southern Lebanon. Beyond that, he was known to have a high regard for scholarship, something illustrated by the close ties he kept with the American University of Beirut (AUB), serving as President of the AUB Alumni Club between 1959 and 1961.
During the 1950s he created an orphanage in Sidon and handed it over to private management. Beyond that, in the 1960s, he founded an agricultural academy in the village of Shoukin in Southern Lebanon to train local farmers in modern methods. It was built partly at his own expense and partly by donations from Lebanese emigres in West Africa. It was destroyed during the Israeli invasion of 1982 but has since been rebuilt, though it has yet to reopen its doors to students. In the 1950s, as Speaker of Parliament, he was one of the prime movers behind the legislation that brought about the Litani Plan, a development project which, though not completed until the present time, would have transformed Lebanon's rural economy.
Before 1943 he was outspoken in his opposition to the French Mandate, while during the 1958 crisis he curtly demanded the removal of the US Marines from Lebanese soil. Later, in his old age, he called for "armed resistance" to the Israeli occupation of Southern Lebanon.
Throughout the Lebanese Civil War he maintained the same stance, that the sectarian violence must come to an end and that there must be some kind of coexistence between all sects and groups in Lebanese society. Remaining in office and holding various Cabinet posts during the dark days of the war, he aligned himself with the Lebanese state and with the remaining symbols of legitimacy.
Adel Osseiran retired from politics in 1992 and retreated to his home near Sidon. He died on June 18, 1998.[3] He was honored as a national hero and given a state funeral.
The Adel Osseiran Street in Sidon bears his name.